الزواج لا شكّ بأنّ الشريعة الإسلامية وحينما أكدت على مفهوم الزواج ووضعت له الأطر، والأحكام، والضوابط لم تنظر إلى تلك العلاقة المقدسة على أنّها علاقةٌ مثاليةٌ لا يتخللها المشاكل والصعوبات والتحديات، بل كانت واقعيةً تدرك سنن الكون ومتغيرات الحياة، وتقلبات النفس الإنسانية وضعفها، ولذلك وضعت منهجاً واضحاً يتضمن حلولاً للمشاكل والصعوبات التي قد تحدث في العلاقة الزوجية والعلاقات الإنسانية على وجه العموم .
حل المشاكل الزوجية إنّ حلّ المشاكل بين الزوجين يستدعي بلا شك منهجاً واضحاً يتضمن تسلسلاً زمنياً، وخطواتٍ تدريجية تراعى فيها الحكمة والصبر والتعقل، وهذا المنهج يتضمن:
- تحديد المشكلة والوقوف على أسبابها، فالعديد من المشاكل بين الزوجين تحدث بسبب عدم إدراك كلّ طرفٍ لطبيعة المشكلة وأسبابها، فالزوجة على سبيل المثال وإذا رجع زوجها من عمله متضايقاً يرتسم العبوس على محياه بسبب موقفٍ تعرض له في العمل، قد تظن وللوهلة الأولى أن زوجها متضايقٌ منها أو ينسج علاقةً مع غيرها ممّا يبعث الشكوك في نفسها، وإذا لم يتدارك الزوجان الأمر ووضعا أيديهما على سبب المشكلة تفاقم الأمر واستعر، وبالتالي على الزوجين أن يتحليا بالحكمة والتعقل وأن يبادرا سريعاً إلى معرفة أسباب المشاكل بينهما.
- وضع الحلّ المناسب لإزالة أسباب المشاكل، فبعد أن يدرك الزوجان أسباب المشكلة عليهما بالمسارعة لوضع المنهج والحلّ المناسب لها، فإذا كانت المشكلة على سبيل المثال غضب الزوجة من زوجها بسبب عدم تخصيصه وقتٍ لها ولأولادها، فإنّ عليهما أن يتوصلا لحلٍ لهذه المشكلة من خلال تخصيص الزوج وقتٍ مناسبٍ يجلس فيه مع زوجته أو أولاده أو يخرجون في نزهةٍ أو غير ذلك .
- اتباع الخطوات التي أرشدت إليها الشريعة الإسلامية في حلّ المشكلات ومنع تفاقهما، ومن بين تلك الأساليب: أسلوب الموعظة الحسنة والنصيحة، فإذا رأى الزوج على سبيل المثال على زوجته أمراً أو سلوكاً أزعجه، أو أحس بوجود نشوزٍ وتعالٍ منها عليه، فإنّ عليه أن يبادر إلى تذكيرها بحقه عليها، وأن يبين لها ما رتبه الله تعالى للزوجة الصالحة من أجرٍ على طاعتها لزوجها بالمعروف، وإذا أحسّ الزوج بعدم جدوى نصيحته إياها فإنّ عليه أن يهجرها هجرانا حسناً، بمعنى أن يهجرها في مضجعها دون بيتها، وكذلك الزوجة فإنّ عليها أن تتبع نفس الأساليب في حلّ مشكلاتها مع زوجها، فتنصحه وتذكره بالله تعالى ووصية النبي عليه الصلاة والسلام بالنساء .
- الحُكم بين الزوجين، فإذا تفاقمت الخلافات والمشاكل الأسريّة بين الزوجين قد يكون تدخّل حَكمين من قِبل أهل الزوج والزوجة سبيلاً لحلّ المشاكل، بشرط أن يكونا حكمين عدلين تقيّين.